مدونة تكنوسياحية

اخر الاخبار

LightBlog

2015/10/21

تقاليد يوم عاشوراء عند أسلاف بني فوغال

   يعتبر يوم العاشر من شهر محرم المسمى بعاشوراء واحدا من أفضل أيام المسلمين فهو اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه و تعالى سيدنا موسى عليه السلام و قومه من بطش الطاغية فرعون و جبروته حتى أن رسولنا محمد صلّى الله عليه و سلم صام هذا اليوم و حثّنا على صومه لفضله الكبير ، لقد حافظ المسلمون على هذه السنة إلى يومنا هذا رغم إنتشار بعض البدع المرتبطة بأحداث تاريخية وافقت هذا اليوم فارحت كل فرقة تحتفل به حسب معتقداتها ، من خلال هذه التدوينة سنتحدث عن تقاليد أسلاف قبيلة بني فوغال و طريقتهم في الإحتفال بيوم عاشوراء حسب الروايات المتداولة بين شيوخ القبيلة ، تقول الرواية أنه كل سنة ليلة العاشر من شهر الله المحرّم "محرّم" يجتمع فتية و شباب القبيلة يؤطّرهم شخص واحد أو أكثر يعرف برجاحة عقله و قوة الصبر ، تقسّم المجموعة المجتمعة إلى مجموعتين صغيرتين أو أكثر و تسند لكل واحدة مهمة جمع صدقات الأهالي ضمن نطاق جغرافي محدّد و يتم إخبارهم بالبيت الذي وقع عليه الإختيار ليتشرّف أهله بإستقبال ما سيتم جمعه و من ثمّ تنظيم الإحتفالية ، يتم إنتقاء هذا البيت على أساس أن زوجة صاحب البيت أمينة و قادرة و غير مرتبطة تلك السنة بأي إلتزام عائلي أو إجتماعي حيث تعفى النساء المرضعات و الحوامل و المريضات، تنطلق المجموعات ليلا و تأخذ كل واحدة وجهتها المحددة ليمروا على بيوت الأهالي واحدا تلو الأخر ،كلما وقفوا أمام دار طرق أحدهم على الباب في حين يردد البقية أهازيج شعبية معبّرة تفيد بأنهم بصدد جمع صدقات عاشوراء قائلين :
" روحت نطلب عاشوراء تقطعتلي القندورة
  تخيّطهالي لالة لّي فحلــة و مشهـــورة"

" عاشوراء عشّورتـي تـذهن لي زكّورتـــي
  تذهنها و تزيدها و تعطيها لبن سيدها
  سيدها عبد الرحمـان يفرّك فالرمّـــان
  قلت له عمّي شويه،قال لي ما طاب شــي
  سبع مطــارق في يده ، يقـرّي فالغزلان"

فإن فتحت ربة البيت بابها و لم تطل عليهم و أعطتهم شيئا مما يطلبون أسمعوها مدحا في شكل شعر ملحون يليق بها و بأهل بيتها قائلين :
" الغــزال شطــــر بشطـــــر
  خرجت ليا مولات الحايك الاحمر
  لالة و بناتها،واحد ما فاتها 
  نجيمة الصباح هي بذاتهــــا"

و إن أبطأت عليهم في العطاء أو لم تهتم لأمرهم ذمّوها و نعتوها بالكسلانة البخيلة .على العموم فهم يطلبون من الأهالي كل أصناف الخضروات والسميد و الزيت أو السمن بالإضافة للحم المجفف "القدّيد" على إعتبار أن الأهالي احتفلوا بعيد الأضحى قبل شهر واحد فقط و معروف عنهم تخزينهم لبعض من لحم الأضاحي بعد تجفيفه ، مع بزوغ فجر اليوم ترجع كل مجموعة محمّلة بما جادت به أيادي ربات البيوت من مؤونة و يتجه الجميع إلى البيت المتفق عليه مسبقا لتسليم أحمالهم ثم ينصرفوا إلى ديارهم للنّوم و أخذ قسط من الرّاحة ، بالموازاة مع ذلك تشرع ربة البيت و مساعداتها في تحضير أطباق الكسكسي بالقديد ، لما يحين وقت الضحى يتوافد أهالي القبيلة خاصة الأطفال و الفقراء لتناول وجبة الغذاء في شكل جماعي تطبيقا لمبدأ التكافل الإجتماعي و إحياءا لمناسبة دينية و تاريخية.

  
  لقد حافظ سكان مشتى بني فرح على هذا التقليد و أحيوه لسنوات عديدة حتى بداية الثمانينات من القرن العشرين أين عرفت مشاتي الجهة بداية نزوح نحو المدن المجاورة مثل تاكسنة و قاوس و الأمير عبد القادر و عاصمة الولاية جيجل .

ليست هناك تعليقات:

Adbox