مدونة تكنوسياحية

اخر الاخبار

LightBlog

2015/10/17

السياحة الجبلية و الحنين إلى معيشة الريف _ Nostalgie de la campagne

  حقّا إنّ النّفس البشرية لتملّ الشيئ إذا اعتادته ، و يصبح الإعتياد روتين قاتل مع مرور الوقت ،لهذا يستحب التغيير و التنويع الإيجابي فكم هو مؤلم أن تحبس عصفورا مغرّدا في قفص حتى و إن وفّرت له المأكل و المشرب  لأن ذلك لا يساوي عنده شيئا  مقابل حرّيته في الطبيعة ، فإذا كان هذا هو حال كائن صغير يعيش حسب ما تمليه عليه غريزته فما أحوجنا اليوم إلى الطبيعة و نحن نعيش هذه الحياة وسط مركبات و آليات أفسدت بمخلّفاتها هوائنا و مائنا  و زخم تكنولوجي لوّث سمعنا و ذوقنا. لقد أجبرت الحياة العصرية بضجيجها و  وتيرتها المتسارعة بني البشر أفرادا و جماعات على  تخصيص بضعة أيام من العمر  للرّاحة النفسية و البدنية على غرار أشهر الشركات و المؤسسات الحريصة على إختيار أفضل الأماكن السياحية لصالح موظفيها بعيدا عن  أجواء و ظروف إعتادوها و آلفوها .



  لكل واحد منا أسلوبه و ذوقه الخاص  في تمضية أوقات فراغه و عطله ، فبينما يفضل بعضنا الساحل  و شاطئ البحر برماله الذهبية و صخوره  يعشق البعض الآخر الطبيعة بغابتها الخضراء و جبالها أو الصحراء المترامية الأطراف و نخيلها ، كوني واحد من بعض ها أنا أجد نفسي أحمل حقيبتي على ظهري ، وجهتي الطبيعة أسير وسط أشجار الغابة و أقطع  الوادي بحذر شديد بحثا عن شلال أجلس تحت مياهه المنهمرة فأحس بإنتعاش و قوة تسري في بدني ، أكمل المسير نحو الأعلى نحو مسقط رأسي وسط ممرات متعرّجة حيث تعزف الطبيعة سنفونيتها الخالدة ، صوت خرير مياه الوادي و نغمة هبوب الرياح يتبعان سمعي كلما إبتعدت و صعدت  لا يفارقانها . يصيبني التعب فأجلس على صخرة تحاصرها الحشائش و الأعشاب فأمدّ إليها يدي  و أقطف حزمة منها لأشمّ مزيجا من عطرها  و أنا أستمتع بسماع صدى أصوات  خوّار البقر و صيّاح الديكة يأتيني عبر الأثير  من مكان بعيد، أستجمع قواي و أعاود المسير حتى أضع يدي على حجر من الكلس  على زاوية دار بناها أبي ذات يوم لما كنت أنا أستمتع باللعب و الجري وراء خراف أمي في غفلة منها حينما كانت تحرّك جرّتها يمينا و شمالا و هي تمخض اللبن ثم تنادي عليّ لأحضر أمامها لتطعمني بيدها قطعة من الزبدة الطرية . 

سياحة جبلية
جيجل تاكسنة

  أضع حقيبة الظهر جانبا و بها زادي و عتادي و أتوجه فورا نحو عين طبيعية لأملأ دلائي ثم أعود و أشمّر عن ساعدي لأنهمك في زراعة عود زيتون إقتداءا بأسلافي علّه يبقى ذكرى لمن سيخلفني و بعدها أحاول نفض بعض من غبار النسيان عن أواني أمّي و ألواح أبي لأختار منها ما يصلح للإستعمال و أقضي باقي وقتي متجوّلا بين الحقول حيث  قطعان الماشية و صناديق النّحل حتى يحين وقت الظهر ، أتناول غذائي و أنا أراقب داك الكانون الذي يحمل على أضلعه الأربعة جزوة فيها ماء يغلي لتحضير قهوتي.
 
   
   أشرب نصيبي من القهوة وأستلقي على بساط من الحشيش الأخضر لآخذ قسطا من الراحة ثم أجمع مخلّفاتي و أرتّب حقيبتي لأضع بداخلها قليلا من إكليل الجبل و بذلك تبدأ الرحلة العكسية نحو مدينتي و كلّي شوقا و آملا في العودة.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

فكرة رائعة للخروج لأيام وسط الطبيعةعروض سياحية في إفريقيا

Adbox