مدونة تكنوسياحية

اخر الاخبار

LightBlog

2015/05/12

مراحل تطوّر السيّاحة

لقد ساهمت طريقة عيش الإنسان و ما شهدته من تحوّلات  و نموّ على جميع الأصعدة في بروز ظاهرة  السيّاحة و تطوّرها ، لقد مرت هذه الظاهرة الإجتماعية خلال تطوّرها بثلاث مراحل أساسية يمكن إيجازها فيما يلي:


  • مرحلة العصر القديم:

   نقصد هنا بالعصر القديم كلّ من العصور الوسطى و عصر الحضارات و عصر ما قبل التاريخ ، لقد كان السّفر خلال العصر القديم عمليّة مجهدة و قاسية حيث كان الإنسان وقتئذ يعتمد على وسائل نقل بسيطة و بدائية - القوة الجسمانية و الدّواب- و يسافر مظطراًّ بحثاً عن ضروريات الحياة كالأكل و الشّرب و الأمن ،يعتبر اليونانيون و الفينيقيون -يعرفون بحبّ المغامرة و الإستطلاع- و الرّومان السبّاقون إلى ممارسة السّفر عبر الشّواطئ و البحار . 

   إتّسمت هذه المرحلة في بداياتها بغياب مفهوم الدّولة ممّا ساعد الإنسان في التّنقّل بكلّ حريّة دون قيود أو حواجز حدوديّة أو زمنيّة لا يحدّه في ذلك إلاّ قدراته الفردية . إنّ التطوّر الذي عرفه الإنسان من خلال قيام و ظهور مصطلح الدّولة صاحبه تغيّر كبير في نظرة هذا الإنسان إلى ظاهرة السّفر ،فراح يقيم مختلف المهرجانات الرّيّاضيّة ،التّجاريّة و الدّينيّة بهدف إستقطاب الآلاف من هواة المغامرة و حبّ الإستكشاف ، على غرار الرّومان و الأنباط و الفراعنة وصولا إلى الحضارة الإسلامية التي عرفت خلالها ظاهرة السّفر إنتعاشاً ملحوظاً  سببه إنجداب الآلاف من طلبة العلم إلى مراكز و مجالس  هذه الحضارة .

   لقد عرفت أوروبا خلال هذه المرحلة السيّاحة من خلال الرّحلات الدينية داخل القارّة نفسها و حتّى خارجها  حيث كثر السّفر إلى المعابد المسيحيّة التي كانت تعتبر ديانة جديدة على الأوروبيّين ، ثم تطوّرت أهدافهم و توسّعت من خلال مختلف الرّحلات الإستكشافيّة الجغرافيّة ، من أشهر الرّحلات الدّينيّة الأوروبيّة رحلة إلى بلاد التّتار بقيّادة القسّيسين - بنوا و بلنوكا- إلى منغوليا و تركيا بأمر من البابا، أمّا الرّحلات الإستكشافية فنذكر منها :

  • رحلة ماركو بولو -Marco Polo-الإيطالي إلى كلّ من آسيا ، بلاد فارس ،الصين وإندونيسيا ما بين(1271م-1291م)؛
  • رحلة فاسكو دا قاما -Vasco da Gama-البرتغالي؛ 
  • رحلة كريستوفر كولومبوس -Christopher Columbus-الشهيرة؛
  • رحلة فرناندو ماجلان -Fernando de Magallanes- من البرتغال .
   أما العرب فأثبتوا حضورهم من خلال رحلاتهم الطويلة عبر قارتي آسيا و إفريقيا طلبا للكسب و العلم أو بحثاً عن الشّهرة و المجد و قد ساعدهم في ذلك إتساع حدود الدّولة الإسلامية من خلال الفتوحات المحقّقة و تمكّنهم من علوم الفلك و أدوات الرّصد و تحديد الإتّجاهات ، من أشهر الرّحّالة العرب ابن بطّوطة في القرن الـ14 م صاحب كتاب تحفة الأنظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار .


  • مرحلة عصر الآلة و الثورة الصّناعيّة:
   عرفت هذه الفترة ظهور وسائل نقل جديدة كالسيّارة و القطار صاحبه تطوّر مذهل في صناعة السفن و النّقل البحري و ظهور الآلات و حلّها محلّ البشر ، قابله ظهور الحدود السيّاسيّة و فرض القيود على حريّة التنقّل و السفّر من قبل الدّول . رغم ذلك ظهرت إلى الوجود و لأوّل مرّة رحلات جماعية منظّمة بشكل جيّد ، و بدأ مفهوم السّيّاحة يتطوّر و يتفرّع حتّى صارت الطبيعة بكلّ ماتكتنزه من غابات و جبال بصخورها و ثلوجها و البحار هدفاً منشوداً للأفراد و الجماعات .لقد كان للثّورة الصّناعيّة  من خلال أثارها الإقتصادية على الأفراد و الدّول دور كبير في ظهور السيّاحة الرّيفيّة و سيّاحة الشواطئ من خلال تشجيع الأعداد البشرية الهائلة التي تكدّست بها المدن طلباً للعمل على التنقّل خارج نحو الطبيعة لقضاء فترات الإجازة و العطل. 

  من جانبه أسهم الرّواج الإقتصادي و الحضاري و التوسع الإستعماري الأوروبي في ظهور سياحة المتعة و الترويح عن النفس لدى الأفراد ، حيث ظهر مصطلح Tourism الإنجليزي و الذي يعني السّفر من أجل الرّاحة و المتعة إذ إرتكز هذا النشاط السياحي  في مجمله لدى طبقة الأغنياء و الإقطاعيين و رجال الدّين و الحكومة. عرفت هذه المرحلة عدة تطوّرات منها:

  1. إستحداث مفهوم الإجازة و العطلة السنوية و هي رأس مال الظّاهرة السيّاحيّة؛
  2. تطوّر وسائل النّقل بمختلف أشكالها و أنواعها؛
  3. هجرة جماعية نحو بلدان أوروبّا مهد الثّورة الصّناعيّة؛
  4. تنظيم حركة تنقّل الأفراد و إقامتهم و فرض  قيود على ذلك من خلال إنشاء وثائق جديدة متعلّقة بظاهرة السّفر عموما كجواز السّفر و رخص العبور و التأشيرة.

  • مرحلة العصر الحديث :
   تمتدّ هذه المرحلة من نهاية الحرب العالميّة الثّانية إلى وقتنا الحاضر ، و تتميّز بظهور وسيلة نقل جديدة و هي الطّائرة التي كانت خلال الحروب تستعمل لأهداف عسكرية و حربية ، تمّ تطويرها لاحقاً رفقة وسائل النّقل الأخرى بشكل مذهل ممّا ساهم في تقليص المسافات و الأزمنة . لقد ساعدت هذه الظروف على بلوغ أماكن و فضاءات سياحية و إكتشاف أخرى لم تكن معروفة من قبل.
  
  لقد عرفت السيّاحة خلال عصرنا هذا تطوّرا على جميع الأصعدة و النّواحي ، حيث أصبحت قطاعًا إقتصاديّا و ثقافيّا قائما بذاته تديره مؤسّسات و وزارات متخصّصة ، تمثّل السياحة أيّامنا هاته موردا دائماً مهمّاً و رئيسيّاً لكثير من الأمم يعود عليها بالثروة و العملة الصّعبة و يساهم في تمويل ميزانياتها الوطنية ، تعتبر السيّاحة العصرية إحدى ركائز التجارة الدّولية .

عوامل تطوّر السيّاحة العصريّة:
  1. تحسن الوضع الإقتصادي و إرتفاع الدّخل للأفراد؛
  2. زيادة الوعي الحضاري لدى المجتمعات و الأفراد؛
  3. ترسيم العطل السنوية و الفصلية؛
  4. ظهور مشاكل الإكتظاظ و التلوث و الضوضاء في المدن؛
  5.  تطوّر طرق و وسائل النّقل؛
  6. تطوّر وسائل الإعلام و الدّعاية و الإشهار؛
  7. بروز المنظمات و الوكالات و الأقاليم السيّاحيّة.



هناك تعليقان (2):

insurances يقول...

مقال ممتاز لم اري ما يغطي كل هذه التفاصيل وحيث ان موقعك واحد من اهم المواقع في هذا المجال
اريد ان اعبر عن مدي اعجابي بهذا الموقع
صراحة انا اريد اشكرك علي هذا المقال
شكراً من القلب
Oman Tours

ahsdroid يقول...

عفوا Oman Tours وشكرا على مروركم الطيب، تحياتنا الخالصة.

Adbox