نشأة السيّاحة

كلمة "سياحة"  لغةًََ:

   تعني الإنتشار في أرض الله الواسعة ، أيّ ساح بمعنى إنتشر في أرض سواءاً كانت قريبة أو بعيدة ، كما جاء في الآية الثانية من سورة التوبة .

  من هذا المعنى يمكننا تعريف السياحة على أنها الإنتشار و التنقّل في الأرض بنية الفرجة و الراّحة و التنفيس عن النفس بالطرق المشروعة و التي لا تتعارض مع الآداب العامة و التشريعات السماوية .

  السيّاحة ظاهرةإنسانية نشأت مع ظهور الإنسان على سطح هذه الأرض و تطوّرت بتطوّره، كان البشر قديما ينتقلون من أرض إلى أخرى كلّما قلّت الموارد بحثا عن مصادر المياه و مراعي المواشي و أحياناً بنيّة المقايضة و التجارة لتصريف ما يزيد عن حاجاتهم و إقتناء ما ينقصهم أو لضرورة الحرب و الغزو .

  لقد دوّن الفراعنة على جدران معبد Deir El Bahari بالأقصر وصفا دقيقا لأولى رحلاتهم السياحية عبر نهر النيل والتي قامت بها الملكة حتشبسوت سنة1480 قبل الميلاد، أما الأوروبيون فقد عرفوا السياحة كنتيجة للرخاء الذي عرفته الإمبراطورية الرومانية قديما حيث كان أسلافهم ينتقلون لمائات الأميال على عرباتهم بغرض التجارة، كانوا يتوقفون للإستراحة كلما مروا بمعبد أو حمام صحي أو ألعاب رياضية أو أنشطة مسرحية ، أما الأسكندر الأكبر فقام سنة 334 ق.م. بإنشاء حكومته بآسيا الصغرى تركيا حاليّا و راح ينظم مجموعة من الألعاب الريّاضية هناك مما أدى إلى إجتداب آنذاك مئات الآلاف من الزواّر المولعين بالأنشطة الريّاضيّة ، و أمّا قارة استراليا فعرفت أول نشاط سيّاحي حينما إظطرّ سكان جزر البولنيسيون إلى التنقّل مسافة 2000 ميل بإتجاه جزر هواي بحثا عن الطّعام و الماء العذب . 

  إنّ حاجة الإنسان المستمرة للتنقل من أجل إشباع رغباته الإجتماعية و الثقافية و الإقتصادية ساهمت بشكل كبير و واضح في الإنتقال بالظاهرة هاته من صورتها البدائية العفوية الطبيعية إلى ظاهرة إجتماعية ثقافية هدفها الرّاحة و الإستجمام و التعرف على ثقافات و تقاليد و أنماط معيشة باقي الشعوب .