مدونة تكنوسياحية

اخر الاخبار

LightBlog

2020/05/06

بويشة الأكلة الشعبية الجيجلية

      تحضير طبق بويشة تقليد جيجلي يقال أنه موروث عن الثقافة  العثمانية التركية ، كان البحارة العثمانيين يقضون أياما و شهورا في عرض البحر لا تخلوا  وجباتهم اليومية من هذه الأكلة الشعبية التي تمدّهم بما يلزمهم من الطاقة ، لقد  ورث سكان مدينة جيجل عن أسلافهم العثمانيين أسرار تحضير هذا الطبق التقليدي و تناقلوها جيلا عن جيل حتى يومنا هذا.
بويشة أكلة شعبية جيجلية حصرية
يحضّر طبقة بويشة بمناسبة حلول يوم عاشوراء الموافق للعاشر من شهر محرّم من كلّ سنة هجرية ، من خلال هذه التدوينة سأتطرّق لهذا الموضوع كتقليد و أترك الجوانب الأخرى للمختصين .

  في الحقيقة تبدأ عملية التحضير يوم عيد الأضحى من خلال تنظيف معدة (الكرشة)الخروف بعد ذبحه ثم يقلب الوجه الخارجي إلى الداخل و تنفخ حتى تأخذ شكل بالون ، و تعرّض لأشعة الشمس  حتى تجفّ تماما لتفرغ بعدها من الهواء الذي بداخلها ، تضغط بعدها بين كيفي اليدين و يحتفظ بها ، خلال السنوات الماضية  كانت محلات الجزارة تعرض  معدة و أمعاء الخروف مجففة و جاهزة للإستعمال أمّا الآن فتستعمل القوارير و الأواني البلاستيكية أو المعدنية المقاومة للصدأ و الحرارة بدل ذلك . 

المقادير و المكونات:
  • 2 كيلوغرام من السّميد الخشن ويسمى الدّشيش (d'chich)
  • 2 كيلوغرام من التمر الأصفر الجافّ
  • 1 لتر زيت الزّيتون
  • ملح الطعام
  • قليل من الماء
  للإشارة هذه المقادير يمكن مضاعفتها أو تجزئتها حسب الحاجة مع الحفاظ على النسب المذكورة أي كل وزن من الدشيش يقابله ما يساويه من التمر الأصفر مع الكمية المناسبة من الزيت .

التحضير: 

   تشقّ حبات التمر كلّ واحدة إلى شقين  مع الإحتفاظ بالنواة التي بداخلها لإستعمالها لاحقا ، يغسل الناتج بالماء الفاتر و يصفّى داخل كسكاس و يترك ليمتص بعض الرطوبة ، يمكن تفويره حسب الرغبة و الذوق . يوضع السميد داخل قصعة و يضاف إليه التمر و الزيت و الملح و يمزج الكلّ عن طريق التحريك و القلب بواسطة اليد ثم يضاف عليه قليل من الماء و يستمر في  عمليةالمزج حتى الحصول على خليط مشبع بالماء و متوازن من حيث توزيع المكونات  .  

   يعبئ الخليط داخل القوارير و الأواني المتوفرة، على نار متوسطة يوضع قدر أو ما شابه و يملأ بالماء حتى النّصف  و توضع داخله حبات النوى و قليل من الحصى لتعمل كطبقة حماية ضد ذوبان الأواني البلاستيكية ، تترك القوارير و الأواني بما فيها داخل القدر الكبير لمدة تتراوح بين سبع و ثماني ساعات كاملة.


  يقدّم بويشة مع حليب الفطور صباحا أو مع قهوة العصر مساءا، بالنسبة لأصل الأكلة و التي يروّج على أنها موروثة عن الثقافة العثمانية يرى البعض أنها جيجلية محلية و حجتهم في ذلك أن العثمانيين مرّوا على كثير من المدن الجزائرية في حين أن هذا الطبق يقتصر تحضيره حاليّا على أيدي سكان وسط المدينة (عاصمة الولاية) دون غيرهم من البلديات المجاورة و المدن الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

Adbox