إجيلجلي ، إتيلتلي ، زيزري ، خيخل أو إغيلغلي تعدّدت الأسماء و المدينة واحدة ، هي مدينــة جيجــل الحاليــة ، تقول إحدى الرّوايات التّاريخية أنّ أصل هذه التّسمية فينيقي و يعني شاطئ الدوّامة في حين تشير أخرى إلى كون التسمية أمازيغي و يعني من ربوة إلى ربوة نسبة إلى سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة. أنشئت المدينة
من طرف الفينيقيين خلال القرن السادس عشر قبل الميلاد و عرفت على مرّ
الزمن عديد الحضارت ، إنّ موقع المدينة الإستراتيجي و غناها بالموارد
الطّبيعية جعل منها هدفا لأطماع الأمبراطوريات و الدّول المجاورة لها على
غرار الرّومان الذين أعادوا بناء المدينة وفق تخطيطهم الذي يشتهرون به حيث
إستغلّوها كمرفئ تجاري لنقل محاصيل القمح التي كانت تصلهم من مدينتي
كويكول و ستيفيس و هما جميلة سطيف على التوالي ، أمّا الوندال فقد
إحتلّوا المدينة في القرن الخامس الميلادي فدمّروا بهمجيّتهم البربرية كافة
مظاهر التطوّر و التّقدم الرّوماني ، أمّا البزنطيّين فقد شنّوا حملتهم
على المنطقة في محاولة منهم لإستعادة الهيبة الرّومانية . وصلت الفتوحات
الإسلامية إلى جيجل مطلع القرن السابـــــــع ميلادي على يد القائد المسلم
عبد الرحمن موسى بن نصير .
حوالي
سنة 1143 ميلادي إحتلّ النّرمنديّون المدينة و أعادوا تهديمها تماماََ ،و
في سنة 1260 للميلاد أحتلّت جيجل من طرف الجنويّون الإيطاليّون حيث إتخذوا
منها مرفئا تجاريا و سوقا لبيع الرّقيق، مع بداية القرن الميلادي السادس
بدأ الخطر الإسباني يلوح في الأفق على المدينة وساكنيها فاستنجدوا بالأتراك
و على رأسهم الإخوة بربروس الذين طردوا الإيطالين الجنوينز و وقفوا في وجه
الإسبان، و بذلك أصبحت جيجل أوّل عاصمة للجزائر .
عانت
جيجل شتّى أشكال الإستعمار و الإستدمار بدءاََ من إستعمار الأرض و وصولا
إلى محاولة طمس الشخصيّة المحليّة ثقافيّا ، إجتماعيّا و دينيّـــا آخرها
كان الإستعمار الفرنسي المسيحي. مطلع
الإستقلال الوطني سنة 1962 م كانت جيجل مجرّد دائرة تابعة إداريّا
لولاية قسنطينة ، تمّ ترقيتها إلى مصاف ولاية بموجب التقسيم الإداري لسنة
1974م ، و بعدها قسّمت إلى إحدى عشر (11) دائرة و ثمانية و عشرون (28)
بلدية بموجب القانون 84-9 المؤرّخ في الرّابع من شهر فيفري سنة 1984م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق