مدونة تكنوسياحية

اخر الاخبار

LightBlog

2015/04/22

المنار الكبير راس العافية _ Le Grand Far

المنار الكبير جيجل
  مصنّف كواحد من أكبر منارات الشريط الساحلي الجزائري ، يقع المنار الكبير - حارس الكورنيش اليقظ - على قمة رأس العافية على بعد 500 متر داخل البحر إنطلاقا من الشاطئ الذي يحمل نفس الإسم و ستة (06) كيلومترات غرب مدينة جيجل ، تمّ بناء مبنى المنارة حوالي سنة 1867 من طرف الفرنسي النحّات شارل سالفا بإستخدام نوع من الحجارة المحلية ذات اللون الأزرق ، يعلو المبنى منارة مصنوعة من النحاس الناصع و الزجاج تحتوي بداخلها على فانوس كهربائي قوي تبلغ إستطاعته واحد (01) كيلو واط يصدر إشارة ضوئية مرة واحدة كلّ خمس ثواني ، يصل الإرتقاع الكلي للمنارة إلى ستة عشرة (16) مترا بالنسبة لسطح الأرض حيث يمكن إلتقاط إشارتها الضوئية من طرف المراكب البحرية من على بعد 24 ميل بحري من داخل البحر .


  يقال أن الرومان و بعد إكتشافهم لرأس العافية أدركوا أهمية موقعه الجغرافي فاستغلوه كمركز للتوجيه البحري من خلال إشعال النيران ليلا كإشارة خطر لتجنب إصطدام سفنهم بالصخور المتواجدة داخل البحر على بعد كيلومترين إثنين ، و هو ما أستنتجته السلطة الإستعمارية من خلال الآثار الي وجدت هناك فقررت عنذئد بناء منارة هناك. بدأ التشغيل الفعلي لمنارة رأس العافية سنة 1907 م و كان تشغيلها انذاك يدويّا إلى غاية سنة 1992 م تاريخ تزويد المنارة بنظام تشغيل آلي ، تعتبر المنارة هيكلا تابعاَ من ناحية التسيير إلى الديوان الوطني للإشارات البحرية و معلماَ سياحيا بالنظر لموقعها الجغرافي و تاريخها الأسطوري .

  لقد كانت الصخور المتواجدة هناك على بعد كيلومترين داخل البحر مقبرة لعديد المراكب و السفن التي اصطدمت بها ليلا قبل بناء المنارة ، لاشك أن أشهر حادث حفظته لنا ذاكرة التاريخ هو إصطدام باخرة كانت تقلّ حجّاجا من مدينة بجاية المجاورة حينما كانت متوجهة ليلا إلى مدينة عنابة قبل أن تصطدم بالكتلة الصّخرية  و تتحطّم كليّا ، تعرف اليوم تلك الصخور بإسم السكّة و تقع شمال المنارة و مقعد القبائل نسبة للحجاج الغرقى و تقع إلى جهــة الشرق  و حجرة لالّة عيشة و مريم  و هي مزالق صخرية خطيرة يبلغ إرتفاعها أربعة (04) أمتار عن سطح البحر . 

  كانت المنارة و لزالت معلما تاريخيا و مزارا لعديد الشخصيات السياسية و الديبلوماسية و الفنية حسب ما هو مدون في سجلّ إمضاءات الزوار و مركز جدب سياحي يقصده الزوار من داخل و خارج الوطن بدافع الفضول و إستكشاف المكان و محيطه الخرافي حيث تقول الأسطورة بإمكانية مشاهدة الحجاج من على سطح البناية البيضاء و هم بلباسهم الأبيض جالسين على الصخور حينما تكون الظروف الجوية ملائمة . 

ليست هناك تعليقات:

Adbox