مصنّف كواحد من أكبر منارات الشريط الساحلي الجزائري ، يقع المنار الكبير - حارس الكورنيش اليقظ - على قمة رأس العافية على بعد 500 متر داخل البحر إنطلاقا من الشاطئ الذي يحمل نفس الإسم و ستة (06) كيلومترات غرب مدينة جيجل ، تمّ بناء مبنى المنارة حوالي سنة 1867 من طرف الفرنسي النحّات شارل سالفا بإستخدام نوع من الحجارة المحلية ذات اللون الأزرق ، يعلو المبنى منارة مصنوعة من النحاس الناصع و الزجاج تحتوي بداخلها على فانوس كهربائي قوي تبلغ إستطاعته واحد (01) كيلو واط يصدر إشارة ضوئية مرة واحدة كلّ خمس ثواني ، يصل الإرتقاع الكلي للمنارة إلى ستة عشرة (16) مترا بالنسبة لسطح الأرض حيث يمكن إلتقاط إشارتها الضوئية من طرف المراكب البحرية من على بعد 24 ميل بحري من داخل البحر .
لقد كانت الصخور المتواجدة هناك على بعد كيلومترين داخل البحر مقبرة لعديد المراكب و السفن التي اصطدمت بها ليلا قبل بناء المنارة ، لاشك أن أشهر حادث حفظته لنا ذاكرة التاريخ هو إصطدام باخرة كانت تقلّ حجّاجا من مدينة بجاية المجاورة حينما كانت متوجهة ليلا إلى مدينة عنابة قبل أن تصطدم بالكتلة الصّخرية و تتحطّم كليّا ، تعرف اليوم تلك الصخور بإسم السكّة و تقع شمال المنارة و مقعد القبائل نسبة للحجاج الغرقى و تقع إلى جهــة الشرق و حجرة لالّة عيشة و مريم و هي مزالق صخرية خطيرة يبلغ إرتفاعها أربعة (04) أمتار عن سطح البحر .
كانت المنارة و لزالت معلما تاريخيا و مزارا لعديد الشخصيات السياسية و الديبلوماسية و الفنية حسب ما هو مدون في سجلّ إمضاءات الزوار و مركز جدب سياحي يقصده الزوار من داخل و خارج الوطن بدافع الفضول و إستكشاف المكان و محيطه الخرافي حيث تقول الأسطورة بإمكانية مشاهدة الحجاج من على سطح البناية البيضاء و هم بلباسهم الأبيض جالسين على الصخور حينما تكون الظروف الجوية ملائمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق